مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم

 

Sultanate of Oman
Diwan of Royal Court
Sultan Qaboos Higher Centre for Culture and Science


مضمون ومرتكزات الخطة:

تؤَكد سلطنة عُمان من خلال هذه الخطة على رسالة "التسامح والتعايش بين الحضارات والأديان" التي تدعو إليها قيادتها السياسية، مرتكزةً بذلك على سماحة الدين الإسلامي الحنيف الذي عاشت في كنف حضارته شعوبٌ من مختلف العقائد والأديان.

تمثل الخطة الوطنيّة الخاصّة بتحالف الحضارات استعداد سلطنة عمان لتفعيل أهداف مبادرة تحالف الحضارات وذلك من خلال إبرازها للجهود المبذولة حاليًا من قِبل السّلطنة فيما يتعلق بتعزيز التواصل والتفاهم بين الثقافات المختلفة ودعم التعايش السّلمي بين شعوب العالم، إضافةً إلى اشتمالها على تصوّرات لبعض البرامج المستقبليّة التي سيتمّ العمل على تنفيذها لدعم أهداف تحالف الحضارات ووضعها موضع التّنفيذ على أرض الواقع، مع الحرص على استمرارية عدد من الجهود والبرامج الموجودة حاليا.

وسوف يلاحظ كلّ مُتابع لمحتويات هذه الخطة بوضوح احتواءها على عدد كبير من الجهود والبرامج الداعمة للتعاون والتقارب بين الثقافات والشعوب التي قامت السلطنة ــ ولا تزال ــ بتبنيها وتنفيذها والتي يتصف مُعظمها بالاستمرارية، وذلك قبل زمن طويل من ظهور مبادرة تحالف الحضارات في عام 2007م.

تعتمد الخطة الوطنية العمانية على الأنظمة والقوانين المعمول بها حاليًا بسلطنة عمان كمنطلقات يتمّ الارتكاز عليها، سواء عند تطوير البرامج الحاليّة وضمان استمراريتها أو عند اقتراح أي برامج وآليات جديدة لتفعيل أهداف المبادرة. ويأتي النّظام الأساسي للدولة الصادر بالمرسوم السلطاني رقم (101/96) بتاريخ 6 نوفمبر 1996م في مقدّمة الأنظمة والقوانين التي ترتكز عليها الخطة. وقد أكدت الكثير من مواد النظام الأساسي على مواضيع التعايش والسلم بين شعوب العالم بمختلف انتماءاتهم ومعتقداتهم، حيث نصت المادة (10) منه والخاصة بالمبادئ السياسية على "توثيق عرى التعاون وتأكيد أواصر الصداقة مع جميع الدول والشعوب على أساس من الاحترام المتبادل، والمصلحة المشتركة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، ومراعاة المواثيق والمعاهدات الدولية والإقليمية وقواعد القانون الدولي المعترف بها بصورة عامّة بما يؤدي إلى إشاعة السّلام والأمن بين الدول والشعوب."

كما كفلت المادة (28) من النظام الأساسي للمواطن والمقيم بسلطنة عمان حرية القيام بالشعائر الدينيّة، طبقًا للعادات المرعية، على أن لا يخلّ ذلك بالنظام العامّ، أو يخلّ بالآداب. وبالإضافة إلى ذلك، عمل النظام الأساسي أيضًا على توفير كل ما من شأنه تمكين كلّ مقيم على أرض سلطنة عمان من العيش بأمان وطمأنينة وذلك من خلال المادة (35) التي أَكدت على تَمَتّع كل مقيم على أرض السلطنة بصفة قانونية بحماية شخصه وأملاكه طبقًا للقانون، وعليه مراعاة قيم المجتمع واحترام تقاليده ومشاعره.

أهداف الخطة:

بالإضافة إلى إبرازها وبشكل واضح للجهود الكبيرة التي تقوم بها سلطنة عمان حاليًا فيما يتعلق بالتقريب بين ثقافات شعوب العالم، سوف تعمل هذه الخطة على تحقيق عدد من الأهداف في المجالات الأربعة التي تركز عليها مبادرة تحالف الحضارات وهي: التعليم، والشباب، والهجرة، والإعلام. وأهداف الخطة هي كالآتي:

أولاً: التّعليم

  • المساهمة في التعريف بحضارات العالم وإنجازاتها التاريخية .
  •  بيان الآثار الإيجابية المترتبة عن التَعَرُف على الثقافات والحضارات المختلفة.
  •  تعزيز مبادئ الحق والعدل والمساواة والاحترام المتبادل بين الشعوب والأديان.
  • اكتساب مهارات الاتصال والتواصل والحوار بين الشعوب والأديان.
  • الاهتمام بتعليم اللّغات بصفتها أدوات لنقل ثقافات وحضارات الشعوب فيما بينها.

ثانياً: الشباب

  • توظيف الأنشطة الشبابية في المجالات الثقافية والدينية والفكرية في تنمية الوعي بأهمية تعزيز روح الحوار بين الحضارات والأديان محليًا وإقليميًا وعالميا.
  •  استثمار الأنشطة الشبابيّة في مجالات الرياضة المتعددة في التّعريف بأهمية التقارب بين الحضارات والأديان وتنمية روح التنافس الشريف بينها.
  •   تشجيع الأنشطة الشبابية في الأندية الرياضية والمؤسسات التعليمية ومؤسسات المجتمع المدني من خلال الزيارات التبادليّة بين الشباب بهدف التَعَرُف إلى الحضارات والشعوب الأخرى.

ثالثاً: الهجرة

  • تنمية مبادئ الحقّ والعدل والمساواة والاحترام المتبادل مع العاملين غير العُمانيين والمُقيمين بسلطنة عُمان والزائرين لها، وفق قيم المجتمع العُماني ونظمه القانونية.
  •  احترام خصوصية الهوية الثقافية والدينية للعاملين غير العُمانيين والمقيمين بسلطنة عمان والزائرين لها.
  • استثمار فرص الحوار والتّبادل الثقافي والتقارب الحضاري مع العاملين غير العُمانيين والمُقيمين بسلطنة عُمان والزائرين لها.

رابعاً: الإعلام

  • توظيف وسائل الإعلام في تنمية الوعي بأهمية الحوار الثقافي والتقارب الحضاري بين الشعوب المختلفة في تقدم المجتمع الإنساني واستقراره.
  • تعزيز مبادئ الحقّ والعدل والمساواة والاحترام المتبادل بين الشعوب والأديان عبر الخطاب الإعلامي.
  • دعم مشاريع إنتاج البرامج الإعلامية التي تهتم بالحوار والتبادل الثقافي والتقارب الحضاري بين الحضارات والأديان.
  • العمل على الحدّ من تشويه صور الأديان والحضارات المختلفة في وسائل الإعلام.