تشهد الجمعية العمانية للفنون التشكيلية التابعة لمركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم بديوان البلاط السلطاني، إقامة المعرض الشخصي الثاني للفنان الجرافيكي سيف بن راشد العامري وذلك تحت عنوان (فن الجرافيك – الحفر والطباعة اليدوية)، يفتتح المعرض مساء غد الثلاثاء تحت رعاية الشيخ أحمد بن سويدان البلوشي، ويتضمن تقديم 47 عملا فنيا، بما يعادل عدد سنوات النهضة العمانية، متزامنا مع أفراح نوفمبر واحتفالات السلطنة بالعيد الوطني السابع والأربعين.
وحول هذا المعرض تحدث الفنان سيف العامري لعمان وأكد أن لوحاته في معرضه الثاني تأتي بألوان متعددة، على خلاف ما هو سائد في الأعمال الجرافيكية الطباعية، حيث كانت اللوحات تطبع بالأبيض والأسود، كما في معرضه الشخصي الأول الذي أقامه عام 1996م، وبعد 21 عاما من البحث والتجريب والتقصي والتطوير في هذا المجال، يخرج الفنان بأعمال جديدة ورؤية متجددة، اكتملت بعد معرضه الأول إلى أن يصل زمنها إلى هذا التاريخ.
وتظهر في أعمال الفنان مفردات تراثية، كالنوافذ والأبواب والمساجد والقباب، إلى جانب ثيمات إنسانية تلوح في أعماله، يقول العامري: إن الجرافيك يحتاج إلى جهد وتركيز ودقة.
وأكد أن الفنان يستفيد من إبداعات الفنانين الذين سبقوه في التجربة، حتى يظهر بأسلوب خاص يعرف به.
وقال أيضا: إن فناني الجرافيك في السلطنة قليلون، والسبب أن مجاله صعب، فهو بحاجة إلى وفرة كبيرة من الأحبار والخامات التي يتم التعامل معها بحذر وصعوبة.
ورغم أنه أقام ورشا لتدريب المواهب إلا أن المشتغلين فيه من العمانيين ما يزال عددهم قليل، فقد أقام ورشة تدريبية في مقر فرع الجمعية العمانية للفنون التشكيلية بالبريمي عام 2015م، وقدم ورشة تخصصية في هذا المجال عام 2016م، لمجموعة من الفنانين ومدرسات التربية الفنية، وذلك في مرسم الشباب بمسقط والتابع لوزارة التراث والثقافة.
وفي كلمة تقديمية نقدية، كتب الشاعر سماء عيسى حول أعمال الفنان العامري، مادة حملت عنوان (اقتراب من صمت الأرض وفجائعها)، يقول في بعض من مقاطعها:
يأتي سيف العامري كتشكيلي عربي، محملا بفواجع وطنه وآلام أمته، يذهب بعيدا في الصمت وفي الصراخ، أي الصراخ ما وراء الصمت، وما وراء هذا الهدوء الظاهر في تجربته، يكمن عبق العذاب، هناك حيث تسكن الروح مجللة بالهزيمة تارة، وبالعودة إلى جذورها المفقودة تارة أخرى.
هل كان ذلك – والحديث لسماء عيسى – هو سبب توجه العامري إلى البياض والسواد فحسب، مخلفا وراءه كومة من الاختيارات اللونية التي تقترب به إلى عالم التشكيل الحديث، ربما..
ففي البياض والسواد يكمن الجذر، وتسكن المرأة الأولى والطفولة الأولى، الجذر بمعنى الجرح الغائر في المكنون المفقود للتجربة، والذي لا أمل في معادلته فنيا، أيا كان التعبير عنه قاسيا، يظل التعبير دون مأساته ودون عراقته البعيدة في جذور التاريخ الأولى.
ويضيف سماء عيسى بحسه الشاعري مسحة عذبة على قراءته النقدية للوحـات العامري، فيقول: ما يميز التجربة هو أنه مع خروج تجربته من الصمت، فإنها لا تتجه إلى الكلام، تخرج من الصمت متجهة إلى صمت آخر، ومن الغــــياب إلى حضور يتجلى في الغياب ثانية .. الخ.
وبحسب تعريف الفنان لفن الجرافيك أو الحفر، كما يرد في ملصق المعرض: إنه فن قطع أو حفر أو معالجة الألواح الخشبية، أو أسطح اللينو، أو أي خامة أخرى، بهدف تحقيق أسطح طباعية متوازنة، ومتساوية المساحات، والحصول على تأثيرات فنية مدروسة عن طريق حفرها فنيا،ثم القيام بالطباعة.